عمليًا، يعني هذا أنه عند البحث عن "مطاعم قريبة مني" أو "متاجر ملابس"، قد تظهر النتائج الأولى برعاية، كما هو الحال حاليًا في خرائط جوجل أو متجر التطبيقات. لكن الفرق يكمن في أن آبل لطالما افتخرت بعدم اعتمادها على الإعلانات كمصدر رئيسي لإيراداتها. وهنا تحديدًا يكمن الجدل.
لسنوات، بنت علامة آبل التجارية صورتها على ثلاثة ركائز أساسية: الخصوصية، وتجربة المستخدم، والحصرية. لكن في السنوات الأخيرة، أصبح قسم الخدمات (الذي يشمل iCloud، وApple Music، وApp Store، و+Apple TV) ركيزةً أساسيةً متزايدة الأهمية لإيراداتها. يُعدّ تضمين الإعلانات في تطبيق أساسي مثل خرائط آبل وسيلةً جديدةً لتعزيز هذه الأعمال، كما فعلت الشركة مؤخرًا مع أحد أشهر تطبيقاتها لتحرير الفيديو.
مع ذلك، من المهم توضيح أن آبل لا تخطط لإغراق واجهة المستخدم باللافتات أو النوافذ المنبثقة. سيتم دمج الإعلانات بحذر شديد: دبابيس صغيرة مميزة أو نتائج ذات أولوية عند إجراء المستخدم بحثًا. وتؤكد الشركة أنها "ستُختار بعناية وتُراعي السياق" بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي، سعيًا منها لتكون دائمًا ملائمةً للمستخدم دون المساس بتجربته.
مع ذلك، قد يرى العديد من المستخدمين أن هذا يتناقض تمامًا مع سردية الخصوصية والحصرية التي تبنتها آبل لسنوات. ففي نهاية المطاف، قد تتراجع قيمة التجربة "المتميزة" التي يدفع الناس ثمنها عند شراء آيفون.
في النهاية، يبدو التغيير مسألة توقيت أكثر منه مبدأ. فجوجل تُحقق دخلًا من منظومتها من خلال الإعلانات في تطبيق خرائطها منذ سنوات، وهذا أمرٌ لا يُستغرب. لكن آبل تلعب في مجالٍ مختلف: لعبة "لا نتتبعك، لا نبيع لك إعلانات".
إذا نجحت الشركة في دمج هذه الإعلانات بسلاسة ودون المساس بثقة المستخدم، فقد تفتح مصدر دخل جديد دون المساس بسمعتها. ولكن إذا تجاوزت الحد، فقد تفقد خرائط آبل مكانتها كخيارٍ بسيطٍ ونظيفٍ يُفضله الكثير من المستخدمين تحديدًا لأنها لا تُشبه جوجل.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق