لكي يكون الإنترنت كل شيء، كان على الجميع أن يكونوا قادرين على استخدامه والرغبة فيه. كان ذلك طلبًا كبيرًا. كما لم يكن بإمكاني أن أطلب منهم الدفع مقابل كل بحث أو تحميل. لذا، لكي ينجح، كان يجب أن يكون مجانيًا، كما كتب في مقال بصحيفة الغارديان.
يضيف بيرنرزلي أنه أراد أن تكون شبكة الويب العالمية في متناول الجميع، ولتحقيق ذلك، كان من الضروري إتاحتها مجانًا. وفي مقابلة سابقة، أوضح أنه لو ظلت هذه التقنية محمية ببراءة اختراع ضمن نطاقها الضيق، لما انتشرت.
جادل قائلاً: "لا يُمكنك اقتراح أن يكون شيء ما فضاءً عالميًا وفي الوقت نفسه تحتفظ بالسيطرة عليه". اتُّخذ القرار النهائي بإتاحته مجانًا من قِبل منظمة سيرن، حيث عمل بيرنرزلي سابقًا قبل تأسيس اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1994.
في أحدث مقال له، يُشير بيرنرز لي إلى أن الإنترنت المجاني كان من المفترض أن يُحفّز الإبداع والتعاون على منصة عالمية. لكن هذه الرؤية تحوّلت إلى شيء آخر. يكتب: "اليوم، أنظر إلى اختراعي وأجد نفسي مُجبرًا على التساؤل: هل لا يزال الإنترنت مجانيًا اليوم؟ لا، ليس كله".
تشير بيرنرزلي إلى منصات التكنولوجيا الكبرى، التي تجمع الآن كميات هائلة من البيانات الشخصية للمستخدمين، ثم تبيعها لوسطاء إلكترونيين وحكومات، مما يفتح الباب أمام المراقبة والقمع. كما تُلقي باللوم على صعود الخوارزميات، وخاصةً تلك الموجودة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي تُلحق ضررًا بالغًا بعقول الشباب.
ويضيف: "إن مشاركة البيانات الشخصية للاستخدام لا تتوافق بالتأكيد مع رؤيتي لشبكة إنترنت مجانية". ويجادل بيرنرزلي أيضًا بأن مستخدم الإنترنت العادي لم يعد عميلًا، بل أصبح هو المنتج، مضيفًا أنه في مرحلة ما بين ظهور الإنترنت لأول مرة ونهضته في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، "سلكنا الطريق الخطأ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق