تُعدّ هذه التقنية، المُسمّاة "الشعاع الحديدي"، مُكمّلاً للقبة الحديدية المعروفة أصلاً في البلاد وغيرها من الدروع الدفاعية، مع فارق رئيسي واحد: أنها لا تستخدم الصواريخ، بل طاقة مُوجّهة، مما يُمثّل توفيرًا كبيرًا (إطلاقها يُشبه تشغيل ضوء).
يُعرف هذا النظام شعبيًا باسم "الشعاع الحديدي"، وهو مصمم لإسقاط التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيرة وصواريخ كروز. وهو مدفع ليزري قادر على إسقاط أي شيء في السماء بسرعة الضوء، ولديه القدرة أيضًا على مواجهة وابل من التهديدات الجوية المتزامنة. ووفقًا لوزارة الدفاع، سيتم نشره عمليًا في وقت لاحق من هذا العام.
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ يواصل فيه العدوات العسكري الإسرائيلي على غزة إيقاع آلاف الضحايا المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال، وفقًا لبيانات المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة، التي قضت مؤخرًا بحدوث إبادة جماعية. ويُقدر عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع بـ 65 ألفًا.
في ظل هذه الخلفية، أثار عرض النظام الجديد انتقاداتٍ من جانب أولئك الذين يزعمون أن إسرائيل تُعزز قدراتها العسكرية في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية.
تؤكد وزارة الدفاع أن نظام "الشعاع الحديدي" يتضمن نظام توجيه متطورًا قادرًا على تحييد المقذوفات بدقة عالية. وصرح وزير الدفاع إسرائيل كاتس، مؤكدًا أن إسرائيل هي أول دولة في العالم تمتلك نظام اعتراض ليزر عمليًا، وفقًا لوكالة الأنباء الإسبانية (EFE): "هذا إنجاز تاريخي في تاريخ دفاعنا".
"ليعلم أعداؤنا في غزة وإيران ولبنان واليمن وغيرها: كما نحن أقوياء في الدفاع، نحن أقوياء في الهجوم، وسنبذل قصارى جهدنا لحماية سلامة المواطنين الإسرائيليين"، يؤكد الوزير الاسرائيلي.
وقد قادت وزارة الدفاع الإسرائيلية هذا التطوير، بالتعاون مع شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، التي تُنتج تقنيات عسكرية للقوات المسلحة، وشركة إلبيت سيستمز، التي تُصنّع الليزر.
كما دافع اللواء أمير برعام، المدير العام للوزارة الاسرائيلي، عن هذه "المرة الأولى في العالم" التي يصل فيها نظام من هذا النوع إلى مرحلة النضج التشغيلي الكامل، مما يضع إسرائيل "في طليعة التكنولوجيا العسكرية".
وقد اجتاز النظام بنجاح سلسلة من الاختبارات استمرت عدة أسابيع في جنوب إسرائيل، "مُظهرًا قدراته" قبل تسليمه إلى جيش الدفاع الإسرائيلي "للنشر التشغيلي"، وفقًا لبيان حصلت عليه وكالة أوروبا برس.
هدفه واضح: كشف وتحييد صواريخ العدو وطائراته المسيرة ومقذوفاته أثناء تحليقه باستخدام شعاع ليزر عالي الطاقة. ولأن طاقة ضوء الليزر تنتقل أسرع بكثير من أي صاروخ اعتراضي في ترسانة إسرائيل، فمن المحتمل أن يتمكن من تدمير التهديد الجوي للعدو بعد إطلاقه بفترة وجيزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق