-->

إعلان بالهواتف فقط

إعلان بالحواسيب فقط

يتقدم الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة هائلة، لدرجة أنه، وفقًا لبعض أبرز القادة في هذا القطاع، سيُمثل نقطة اللاعودة في العلاقة بين البشر والتكنولوجيا. وقد عبّر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن ذلك بصراحة خلال مقابلة بودكاست أُجريت معه مؤخرًا: "لن يكون طفلي أذكى من الذكاء الاصطناعي. هذا لن يحدث أبدًا".

بهذه الكلمات، يُلخص ألتمان تحولًا في العصر. تاريخيًا، كان بإمكان كل جيل أن يطمح إلى تجاوز سابقه بفضل الأدوات الجديدة والاكتشافات والتطورات في التعليم. إلا أن تسارع الذكاء الاصطناعي يُقدم سيناريو مختلفًا: فالأطفال المولودون اليوم سيُرافقهم منذ نعومة أظفارهم أنظمة قادرة على التعلم والتفكير وحل المشكلات على نطاق تفوق قدرات البشر.

الأمثلة واضحة. يتفوق الذكاء الاصطناعي باستمرار على البشر في مجالات معرفية محددة، ويتقن توليد اللغات، ويتزايد تطبيقه في قطاعات مثل الرعاية الصحية، والمالية، والخدمات اللوجستية، وحتى الإبداع. يرى ألتمان أن حتمية هذا التغيير تعني أن الأجيال القادمة لن تعرف عالمًا بدون الوجود الدائم لهذه الأنظمة.

أكد ألتمان مرارًا وتكرارًا على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لا يمكن تركه للصدفة. وبينما يُعلن تفاؤله بشأن الإمكانات التحويلية لهذه التقنية، يُشدد أيضًا على أهمية دعمها بسياسات مرنة ومدروسة. إن التعايش مع الذكاء الاصطناعي الأقوى من البشر لا يتطلب التكيف فحسب، بل يتطلب أيضًا مسؤولية اجتماعية وسياسية.

يعكس تصريحه القوي والشخصي مفارقة هذه اللحظة التاريخية: فبينما كان الآباء يتخيلون مستقبلًا يتجاوز فيه أبناؤهم حدودهم، يُدرك أحد رواد هذه الصناعة اليوم أن الأفق يحمل يقينًا مختلفًا. الذكاء الاصطناعي ليس موجودًا ليبقى فحسب، بل إنه تجاوز بالفعل الذكاء البشري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ل حوحو للمعلوميات 2025
تصميم و تكويد : بيكود