وقد حصل الفريق الذي يقوده تشنغ رونغ لو على تمويل قدره 3 ملايين دولار من المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة لهذا المشروع، الذي نُشر في مجلة نيو أطلس. يستخدم اللقاح جسيمات نانوية محملة بمستضدات محددة تعمل على تدريب الجهاز المناعي على التعرف على خلايا سرطان القناة البنكرياسية وتدميرها، والتي تمثل 90% من حالات سرطان البنكرياس.
تتطلب العلاجات الشخصية تحليل كل ورم على حدة، لكن التطور الجديد يعمل كحل عالمي يمكن تطبيقه على معظم المرضى. يتضمن البروتوكول ثلاث حقن مدمجة مع مثبطات نقاط التفتيش المناعية، والتي تمنع الأورام من التهرب من اكتشافها بواسطة نظام الدفاع في الجسم.
وكانت النتائج في التجارب التي أجريت على الحيوانات وزراعة الخلايا واعدة: حيث نجح اللقاح في القضاء على المرض بشكل كامل في أكثر من 50% من الحالات. وقد أدى العلاج أيضًا إلى توليد ما يسميه العلماء "مناعة الذاكرة"، وهي حماية دائمة ضد الانتكاسات المحتملة. وتقول لي ليلي وانج، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "لقد نجح لقاحنا في توليد استجابات قوية من الخلايا التائية، والتي عادة ما تكون نادرة وغير فعالة ضد هذا السرطان".
ويقدم هذا النهج مزايا مقارنة بأساليب الكشف المبكر التقليدية باستخدام الذكاء الاصطناعي، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل. وفي حين نجح برنامج PANDA AI الصيني في تحسين التشخيص المبكر، فإن العلاج الجديد يوفر قدرات إضافية من خلال تضمين العلاج والوقاية النشطة من المرض.
يتناول هذا التطور صعوبة رئيسية في علاج سرطان البنكرياس: عدم تجانس الورم. تتطلب الأساليب مثل تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية تثبيط جينات محددة، لكن هذا العلاج ينشط دفاعات الجسم الطبيعية للتعرف على العديد من علامات الورم في وقت واحد.
كما ابتكر الباحثون نظام مراقبة التصوير بالرنين المغناطيسي الجزيئي والذي سيسمح بمراقبة فعالية العلاج في الوقت الحقيقي خلال المراحل التالية من الاختبار. تتغلب هذه الدقة على قيود التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي المطبق على السرطان، والتي أدت إلى تحسين الكشف ولكنها لم تقدم مثل هذه المتابعة التفصيلية.
إن الإمكانات الوقائية لا تعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها الاكتشافات الحديثة الأخرى. وعلى الرغم من أن بعض الحيوانات، مثل الفيلة الأفريقية، تمتلك مقاومة طبيعية للسرطان بفضل نسخ متعددة من الجين p53، فإن العلاج التجريبي قد يوفر حماية مماثلة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي للإصابة بسرطان البنكرياس.
وستبدأ التجارب السريرية على البشر بعد استكمال اختبارات السلامة الإضافية في نماذج حيوانية أخرى. وإذا تم تكرار النتائج على البشر، فقد يصبح هذا أول علاج وقائي محدد لهذا المرض، الذي يصعب اكتشافه مبكراً وهو مقاوم للعلاجات التقليدية. ومن شأن هذا الاختراق أن يضيف إلى الجهود الدولية التي تتعاون فيها الصين والولايات المتحدة ضد السرطان باستخدام أساليب مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق