كشفت شركة Meta، وفقًا لمنشور على إحدى المدونات، عن نموذج أولي لسوار المعصم الذي قد يغير إلى الأبد الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا. يعتمد السوار على تقنية تخطيط كهربية العضلات السطحية (sEMG)، وهي تقنية تقيس الإشارات الكهربائية التي تولدها عضلات المعصم والساعد. هذه الإشارات، التي يتم توليدها من خلال الأوامر المرسلة من الدماغ، تسمح بالكشف عن نية الحركات.
قام باحثو ميتا بتصميم نظام يقوم بتحويل إشارات sEMG إلى أوامر للتحكم في الكمبيوتر. وكما أوضحت دراسة نشرت في مجلة Nature، استخدمت الشركة شبكات عصبية تم تدريبها باستخدام بيانات من آلاف الأشخاص. تصف شركة ميتا سوارها بأنه بديل أبسط وأكثر دقة لسماعات الرأس التي تقيس نشاط الدماغ.
يعمل النموذج الأولي لسوار sEMG بالاشتراك مع Orion، نظارات الواقع المعزز من Meta. وقالت الشركة إن المستخدمين يمكنهم كتابة الرسائل وإرسالها بدون لوحة مفاتيح، واستخدام أصابعهم لتحريك المؤشر والتنقل في القائمة، والرسم أو الكتابة يدويًا على السطح، والمزيد. تتمتع هذه التقنية بالقوة الكافية للتعرف على الإيماءات مثل النقر أو التمرير أو الضغط دون الحاجة إلى رفع يدك.
من حيث الأداء، ذكر باحثو ميتا أن سوار المعصم الخاص بهم هو أول نظام sEMG عالي النطاق الترددي يمكنه العمل دون معايرة مخصصة. يقوم السوار متعدد القنوات بالتقاط الإشارات على المعصم من خلال الأقطاب الكهربائية. وتأتي هذه الإشارات من الخلايا العصبية الموجودة في النخاع الشوكي، والتي تتصل بألياف العضلات الفردية.
يستخدم السوار معدل أخذ عينات يبلغ 2 كيلو هرتز، مما يسمح له بالتقاط الحد الأدنى من الإيماءات مثل الحركات الدقيقة للإبهام أو الخنصر. وتغطي المستشعرات عضلات اليد والمعصم والساعد، وتتجنب المناطق ذات الكثافة العضلية المنخفضة. أجرى الباحثون اختبارات متعددة لتغيير موقعه، لكن النتائج كانت متسقة.ولعل الشيء الأكثر إثارة للإعجاب في هذه التجربة هو أن السوار يمكنه قراءة أفكارك وتوقع تحركاتك قبل حدوثها. يوضح علماء الميتا أن هذا ممكن لأن الإشارات تتحرك بشكل أسرع من العضلات. وقال توماس ريدون، نائب رئيس الأبحاث في شركة ميتا، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز: "لا يتعين عليك التحرك فعليًا، بل يتعين عليك فقط أن يكون لديك نية التحرك".
في حين أن السوار يبدو بمثابة حلم ، إلا أن الحقيقة هي أن تطويره سيستغرق سنوات عديدة. نشرت شركة ميتا تقدم المشروع وعرضت مجموعة البيانات حتى يتمكن المجتمع العلمي من تكييف هذه التكنولوجيا مع مشاريعهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق