-->

إعلان بالهواتف فقط

إعلان بالحواسيب فقط

للإجابة على هذا السؤال، يتعين علينا أن نقضي يومًا، أو أكثر، بدون هواتفنا المحمولة. لا يبدو من السهل بالنسبة لنا التخلي طواعية عن هواتفنا المحمولة هذه الأيام، ولكن الدراسات تظهر أننا نستطيع أن نعيش بشكل جيد تمامًا بدونها، وأن الأمر يتعلق فقط بالتعود عليها، وأننا لسنا في الواقع مدمنين على الهواتف الذكية بقدر ما نحن مدمنون على الأشياء الأخرى التي تأتي معها، مثل التفاعل الاجتماعي.

وقد تناولت العديد من الدراسات هذا الموضوع، وبعضها لفت انتباهنا بشكل خاص. ولهذا السبب فإننا نخبرك بما يقولون وما إذا كان بإمكاننا حقًا العيش بدون هاتف ذكي، سواء لفترة قصيرة أو لفترة أطول.

أظهرت دراسة أجرتها جامعة مالقة قبل بضع سنوات أن الشباب قد يشعرون بالإحباط والقلق دون هاتف ذكي، ولكن بعد أسبوع واحد من دون هاتف ذكي، فإنهم يتعلمون في نهاية المطاف كيف يعيشون بشكل جيد تمامًا دون الحاجة إليه. وهذه ليست الدراسة الأولى التي تقوم بهذا الأمر بالنسبة للطلاب، وكانت النتائج متشابهة للغاية. ابتداءً من اليوم الرابع، بدأوا يشعرون بمزيد من الحرية وكان لديهم المزيد من الوقت للقيام بأشياء أخرى. في نهاية المطاف، فإن إدمان الهاتف المحمول أو إساءة استخدامه يحرمنا من الوقت للقيام بأشياء أخرى أكثر أهمية، مثل الخروج في نزهة على الأقدام، أو قضاء المزيد من الوقت مع عائلتنا، أو التحدث وجهاً لوجه مع من حولنا.

وأظهرت دراسة أخرى أن ما يجعلنا مدمنين على هواتفنا هو التفاعل الاجتماعي الذي تسمح به، بحسب علماء من جامعة غرناطة. المشكلة الحقيقية لا تكمن في الهاتف المحمول، بل في ما نستخدمه من أجلها، وهو أمر قد لا ندركه تمامًا، مما يجعلنا نقضي عليه وقتًا أطول مما ينبغي. وفي النهاية، إذا عرفنا كيفية التحكم فيها، يمكننا إعادة اكتشاف طرق جديدة للتواصل كنا قد نسيناها.

قد لا يبدو الأمر بسيطًا، ولكن ثبت أن قضاء ثلاثة أيام فقط بدون هاتف محمول له فوائد عديدة لصحتنا العقلية والعاطفية، وهو أمر أيدته جامعة هايدلبرغ. ومع ذلك، إذا كنا نبحث عن تغييرات نفسية أعمق، فإننا نحتاج إلى قيود أطول. تتمتع التكنولوجيا بالعديد من الفوائد، كما هو الحال مع الهواتف الذكية، لذلك بعد فهم تأثيرها علينا، فإن المفتاح هو السعي إلى الاستخدام المتوازن والواعي للهواتف المحمولة.

نحن لا نعتقد أننا نستطيع التخلي عن هواتفنا المحمولة إلى الأبد في الأوقات التي نعيش فيها، إلا إذا انعزلنا عن العالم الخارجي وتوقفنا عن التفاعل الاجتماعي. ومع ذلك، فإننا ندرك فوائد قضاء بضعة أيام دون القلق بشأن هواتفنا المحمولة أو استخدامها. في الواقع، فإن التخلص منها لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع يعد علاجًا جيدًا للغاية، ولكن إذا لم تتمكن من القيام بذلك، فإن التوقف عن استخدامها في كل شيء تقريبًا أو وضعها جانبًا في بعض المناسبات سيوفر لك الكثير من الوقت ويحسن صحتك. ليس علينا أن نعيش بدونها، ولكن ليس علينا أن نعيش من أجلها أيضًا. ورغم أن الأمر قد لا يبدو سهلاً، فإذا كان الآخرون قادرين على القيام بذلك، فإننا لا نشك في أننا سنفعل ذلك أيضاً إذا جاء الوقت المناسب.

No comments:

Post a Comment

جميع الحقوق محفوظة ل حوحو للمعلوميات 2025
تصميم و تكويد : بيكود