يبدو أن الأيام أصبحت أقصر، وهذا ليس مجرد شعور: فبحسب قياسات حديثة، كانت الأيام في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من هذا العام أقصر من المعتاد بواقع 1.3 إلى 1.5 ميلي ثانية.
على الرغم من أن الفرق ضئيل، يتساءل الباحثون عما سيحدث لو زادت الأرض سرعة دورانها بشكل ملحوظ.
وبناءً على ذلك، تخيّل العلماء تأثيرات كوكب لا تتجاوز أيامه ساعتين.
أولاً، سيولّد الدوران المتسارع قوة طرد مركزي قوية، مما يتسبب في تحرك الماء نحو خط الاستواء. وستكون النتيجة أرضًا أكثر تسطحًا، مع تزايد خطر الفيضانات وأمواج تسونامي في المناطق الاستوائية، بينما سيفقد القطبان حجمهما المائي.
سيؤثر الدوران الأسرع أيضًا على الجيولوجيا. ستزيد الحركة الأسرع للصفائح التكتونية من التوتر الداخلي للكوكب، مما يتسبب في المزيد من الزلازل والانفجارات البركانية. وسيتفاقم هذا الوضع بسبب الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير الأسرع والأكثر تدميرًا.
لن تقتصر الآثار على البيئة، فالبشر، بإيقاعهم البيولوجي المتكيف مع دورات اليوم الواحد، سيعانون من اضطرابات في النوم، ومشاكل في الصحة العقلية، وانخفاض في الإنتاجية.
ستصبح الساعات عديمة الفائدة، وسيتعيّن إعادة تصميم نظام ضبط الوقت. علاوة على ذلك، سيتعطل تحديد مواقع الأقمار الصناعية، مما سيُعطّل الاتصالات والتلفزيون والإنترنت.
رغم هذه التوقعات، يتفق الخبراء على أن هذا السيناريو شبه مستحيل. في الواقع، يتباطأ دوران الأرض على مدى مليارات السنين. ولكي يحدث تسارع هائل، لا بد من اصطدام جسم ضخم بالكوكب، وهو حدث كارثي لدرجة أنه لن يخلف أي ناجين.
ورغم أن فكرة الأرض الخارجة عن السيطرة هي أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى الواقع، فإنها بمثابة تذكير بمدى هشاشة التوازن الطبيعي لكوكبنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق