-->

إعلان بالهواتف فقط

إعلان بالحواسيب فقط

ما اكتشفته أشبه بقراءة حوار داخلي إنساني صريح. مخططات ضريبية، خيانات، أزمات، أوصاف تتجاوز كل الحدود القانونية. هذا ما كتبه هنك فان إس، الصحفي والأستاذ بجامعة أريزونا، قبل بضعة أيام.

كان يشير إلى دراسة نشرها مؤخرًا، حلل فيها عشرات الآلاف من محادثات مستخدمي ChatGPT التي كُشف النقاب عنها. اللافت للنظر أنه تمكن من الوصول إلى محادثات كُشف فيها محتوى شديد الحساسية، مثل النتائج المالية لشركة مُدرجة في البورصة، حتى قبل الإعلان الرسمي عنها. للوصول إلى هذه المعلومات، لم يلجأ هذا المتخصص في المصادر المفتوحة والبيانات (وهو تخصص يُعرف اختصارًا باسم OSINT) إلى أساليب هاكر خبير : كل ما احتاجه هو بحث على جوجل. الأمر بهذه البساطة.

يقول فان إس لصحيفة "إل كونفيدينشال": "بدأ هذا الاكتشاف عندما لاحظتُ ظهور روابط مُشتركة في محرك البحث. ما بدأ كفضول تحول إلى رعب عندما وجدتُ أكثر من مليون رابط". في التقرير المنشور على موقعه الإلكترونيDigital Digging، يصف فان إس بعض الحالات التي عُثر عليها في هذا الاستكشاف الأولي - لم يتمكن بعد من مراجعة جميع المحادثات - ويُحذر قائلاً: "سنتابع الأمر قريبًا، لأننا وجدنا المزيد".

أحد هذه الرسائل جاء من مستخدم من دولة ناطقة بالعربية طلب من ChatGPT أن يكتب قصة عن كيف أن رئيسهم "قام السيسي بنكح الشعب المصري" ردّ روبوت المحادثة بنقد سياسي مُفصّل تناول قمع المعارضة، والاعتقالات الجماعية، واستخدام القوة العسكرية للحفاظ على السلطة، والتدهور الاقتصادي. ويُحذّر فان إس من أن المشكلة تكمن في أن "كل شيء كان مُؤرشفًا بشكل دائم في المحادثة"، وبفضل المعلومات السياقية، "كان من الممكن تتبع الجاني".

كما أوضحنا، لم يكن على فان إيس سوى البحث في جوجل للعثور على كل هذا. لم يكن مصدر المشكلة ثغرة أمنية، بل وظيفة المشاركة. كان آلاف المستخدمين يستخدمونها ظنًا منهم أنهم ينشئون رابطًا يمكنهم إرساله إلى جهة اتصال أو صديق، لكن ما كانوا يفعلونه في الواقع هو فهرسة الرابط في محركات البحث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة ل حوحو للمعلوميات 2025
تصميم و تكويد : بيكود